حملة لترشيح عمر سليمان رئيسا للجمهورية



انتشرت بشكل مفاجيء شوارع وميادين القاهرة ملصقات تدعو الى ترشيح رئيس جهاز المخابرات المصرية العامة الوزير عمر سليمان في انتخابات الرئاسة المقبلة وجاءت تلك الملصقات تزامنا مع توزيع بيان موقع من "الحملة الشعبية لدعم عمر سليمان رئيسا لمصر" يقول "ان سليمان هو الشخص المناسب لهذه المرحلة، وانه كان بسجله الوطني النظيف، ودوره الكبير الذي لعبه على مستوى علاقة مصر بقضايا خارجية مهمة وحساسة بمنزلة بديل حقيقي مطروح بقوة من قبل اطراف عديدة باستمرار، ويحظى بقبول داخلي من قبل المعارضة، وبعض الاجنحة العاقلة من داخل النظام، وبقبول على المستوى الخارجي لما يملكه من سمعة حسنة، وسجل مشرف، ودور بارز لعبه على مستوى السياسة الخارجية".

ودعا البيان من سماهم الاصوات العاقلة من داخل النظام، واطياف المعارضة المصرية الوطنية الى مساندة ان يتولى سليمان مسؤولية الحكم في مصر فترة انتقالية، يتم فيها اجراء اصلاحات داخلية سريعة، تكفل اطلاق الحريات كافة، واطلاق حرية العمل الحزبي والسياسي المدني، واجراء اصلاحات دستورية وتشريعية بما يكفل وجود تداول سلمي امن للسلطة.
واكتسب الحديث عن تولي جمال مبارك (46 عاماً) الرئاسة خلفاً لوالده قوة دفع منذ أن أجريت للرئيس جراحة في مارس (آذار) الماضي في ألمانيا، وبسبب حملة ملصقات تدعمه في انتخابات الرئاسة عام 2011.

وينفي المسؤولون أي دور لهم في حملة التأييد لجمال مبارك.

وفي بيان صدر على الإنترنت، ولكن سحب في وقت لاحق، ناشد ناشطون مجهولون مؤيدون لسليمان "جيش مصر الشريف" إنقاذ البلاد من "عار ومهانة مشروع التوريث الذي يسعى إلى تحقيقه نجل الرئيس". وقالوا إن السبيل الوحيد للتعامل مع مشروع التوريث لجمال مبارك وأعوانه من رجال الأعمال هو أن يتولى عمر سليمان حكومة انتقالية.

واعتقد محللون منذ فترة طويلة أن سليمان المعروف بأنه صديق مقرب لعائلة مبارك مرشح محتمل للرئاسة، لكنه لم يعبر قط عن أي رغبة للترشح للمنصب.

ولم يقل مبارك (82 عاماً)، والذي يتولى السلطة منذ عام 1981، ما إذا كان سيسعى للفوز بفترة ولاية سادسة عام 2011 أم لا، لكنه ينفي هو ونجله أي خطط للتوريث.

وكسا الناشطون وسط القاهرة وحي المعادي الراقي بملصقات مؤيدة لعمر سليمان وهو يرتدي نظارة ويوجه التحية بيده اليمنى.

وكتب على الملصقات شعار "البديل الحقيقي عمر سليمان رئيساً للجمهورية".

وأطلقت الحملة في الشوارع الخميس الماضي، بينما كان الرئيس ونجله وسليمان في واشنطن لحضور إطلاق محادثات السلام المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وقال المحلل السياسي ضياء رشوان إن توقيت وضع هذه الملصقات له مغزى للدلالة على توجه جديد من الرأي العام، بينما يكون مبارك خارج مصر.

وخدم سليمان، وهو من مواليد 1936، في الجيش قبل أن يصبح رئيساً لجهاز المخابرات المصري عام 1993، ويتمتع سليمان بتأثير كبير في الشؤون الداخلية للبلاد.

وقال المحلل هشام قاسم إن عمر سليمان هو الرئيس القادم لمصر في جميع الاحتمالات. وقال إنه الشخصية المناسبة للحكم من الجيش.

ولكن خلال ساعات من وضع الملصقات على جسور وجدران في شوارع القاهرة، سرعان ما تم إعاقة تغطية الحملة على الإنترنت، وصادرت قوات الأمن في وقت لاحق يوم الجمعة نسخاً من الصحف التي نشرت مقالات تسلط الضوء على الحملة.

وقال مجدي الجلاد، رئيس تحرير صحيفة المصري اليوم المستقلة، إن أجهزة أمنية عالية المستوى صادرت 30 ألف نسخة من طبعة يوم الجمعة التي طبعت ليل الخميس. وقال إنه إذا أراد نشر الصحيفة يوم الجمعة فإنه يتحتم عليهم حذف المقال الذي يتحدث عن حملة عمر سليمان. ولم يتسن الحصول على تعليق من مصادر أمنية.

وسليمان الذي يعد واحداً من أكثر رجال المخابرات نفوذاً في العالم، نادراً ما يظهر في وسائل الإعلام. ويقول المحللون إن الرقابة تهدف إلى منع الحملة في إشارة إلى ولائه لمبارك وعائلته.

وقال الكاتب فهمي هويدي إنه لا يوجد تنافس بين سليمان ونجل مبارك. وقال إن سليمان سيتولى السلطة فقط نزولاً على رغبة مبارك، مضيفاً أن سليمان ينظر إليه على أنه واحد من أكثر المسؤولين الذين يحظون بثقة الرئيس.

وسليمان ليس عضواً بالحزب الوطني الديمقراطي الحاكم. وينسب إليه الفضل في إنقاذ حياة مبارك من محاولة اغتيال نفذها إسلاميون عام 1995 في أديس أبابا.
ترجع
جذور اللواء عمر سليمان إلى محافظة (قنا) في أقصى جنوب مصر، فقد ولد عمر
سليمان عام 1935، وتوجه للقاهرة عام 1954 ولم يكن عمره قد تجاوز 19 عاماً
ليلتحق بالكلية الحربية، وبعد تخرجه أوفده جمال عبد الناصر للحصول على
تدريب مُتقدم في أكاديمية فرونز العسكرية بموسكو. ومُنتصف الثمانينيات
أثبت تفوقه كخبير استراتيجي عسكري وحصل على درجتي البكالوريوس والماجستير
في العلوم السياسية من جامعتي عين شمس والقاهرة ، بعدها تولى ادارة
المخابرات الحربية، قبل أن يتولى لاحقاً رئاسة جهاز المخابرات العامة الذي
يتبع رئاسة الجمهورية مباشرة .

وفي ملف خاص عنه وصفته صحيفة
"هاآرتس" الإسرائيلية بأنه يبدو للوهلة الأولى "ضابط مخابرات تقليدياً"
أصلع الشعر، متوسط الطول، لا يثير الانتباه بصورة خاصة ، لكن الذين التقوه
يقولون إن المرء يلاحظ عينيه السوداوين ونظرته الثاقبة، وأنه لا يميل إلى
الكلام كثيراً، و عندما يتحدث فصوته هادئً ومنضبطً وكلماته متزنة، وتنسب
الصحيفة الإسرائيلية إلى من تصفه بشخص تعرّف عليه، قوله إنه"شخص يترك
إنطباعاً قوياً يملك ما يسميه العرب الوقار أو السمو ويتمتع بحضور قوي
ومصداقية واضحة" .

وكما
قالت صحيفة «لوس انجليس تايمز» الاميركية، فان «عمر سليمان يمسك اهم ملفات
الامن السياسي في مصر، فقد كان هو العقل المدبر الذي يقف وراء تفتيت
الجماعات الارهابية التي اجتاحت مصر في التسعينيات. وصار هو من يتولّى ملف
القضية الفلسطينية، إحدى اهم القضايا الاستراتيجية فى السياسة المصرية» و
يمد خيوطاً مع اطراف متعدّدة في المنطقة والعالم وهو الرجل قليل الكلام،
الذى لا يتحدث ولا يراه احد خارج مكتبه الذي ينافس مكتب الرؤساء ، والذى
طلب منه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أن يعود ودفعته «معادين للشيوعية».
هذه القصة رواها أحد زملاء دفعة سليمان في «فرونزو» لصحافية أميركية اهتمت
بتفاصيل حياة الرجل .

ويقول عنه جورج تينيت مدير "السي آي أي" السابق فى مذكراته «في قلب العاصفة» ترأس
عمر سليمان جهاز الاستخبارات المصرية منذ سنوات وهو كلواء ورئيس
للاستخبارات، طويل القامة ذو مظهر ملكي، يتمتع بالوقار والهيبة قوي جداً،
ويتحدّث بتمهّل شديد كما أنّه وجذّاب و صريح تماماً في عالم مملوء بالظلال
مباشر في كلامه شديد البأس ودؤوب وطالما عمل بعيداً عن الأضواء في محاولة
لإحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين و لطالما كان سليمان دائماً
في المكان والزمان يقتحم الأزمات بجرأة وصلابة لإقرار السلام بين
الفلسطينيين والإسرائيليين عندما كان الجميع يفشل !!


[b]وتمضي
الصحيفة الإسرائيلية في تقريرها قائلة إن سليمان "يتصرّف بطريقة رئاسية،
ويعبّر عن اعتداد بالنفس يندر مثيله في أوساط كبار الموظفين في العالم
العربي، ويبدو أنه اعتاد على أن يتعامل الناس معه بوقار واحترام،
والمحيطون به يعرفون ما يريد وما هي حاجاته حتى قبل أن يطلبها هو وتُقدّم
له حاجاته في وقتها بالضبط، تصل القهوة أو الطعام أو المشروبات غير
الكحولية أو السجائر إلى مكتبه وفق مواعيد دقيقة تماما، ومن دون الحاجة
إلى إصدار تعليمات، فهذا الأمر يجري كأنه أمر بديهي"، على حد تعبيره .

وتنسب
الصحيفة الإسرائيلية إلى دبلوماسي إسرائيلي سابق التقى سليمان في مكتبه
قوله : "إن مكتبه يتسم بتدين واضح وبفخامة غير مألوفة، حتى يكاد يظن المرء
أنه في قصر ملكي يجمع بين الفخامة والذوق الرفيع"، كما تنسب ذات الصحيفة
إلى مصدر بجهاز استخبارات غربي زاره مراراً، قوله إنه حتى على مستوى
الرؤساء العرب، فمكتبه ملفت للنظر ويشير بوضوح إلى مكانته الرفيعة، وإلى
الطريقة التي ينظر الناس بها إليه في مصر، وإلى رؤيته شخصياً لنفسه .. إن
مكانته أعلى من مجرد مكانة رئيس جهاز مخابرات .. إنها أعلى بكثير"، على حد
ما نسبته الصحيفة إلى الدبلوماسي الإسرائيلي .

وحسب الصحيفة فلا
يقتصر عمل سليمان على الشرق الأوسط وحده. فهو يقيم علاقات وثيقة مع أجهزة
استخبارات غربية أخرى، مثل "السي آي أي" التي وجّه لها تحذيراً (شريط
فيديو ) بأن بن لادن ينوي توجيه ضربة لم يسبق لها مثيل داخل الأراضي
الأميركية قبل 8 أيام من احداث سبتمبر وهذا ما اكده الرئيس مبارك فى زيارة
له للولايات المتحدة بعد الاحداث .

ونسبت ذات الصحيفة إلى من وصفته
بمصدر مطّلع على الشؤون الاستخبارية قوله إنه "لم يكن تحذير سليمان
مستغرباً، لأن الجناح العسكري لابن لادن يتألف من عناصر تنتمي بالأساس
لتنظيمات مصرية كانت تسعى للإطاحة بالنظام في مصر وقد نجح سليمان وجهاز
المخابرات العامة في اختراق تلك المنظمات خارج حدود مصر مراراً".

وأضاف:
"لا أعتقد أن مدير أي جهازآخر يعرف أدق التفاصيل عن خصمه كما يعرفها هو،
كما أن تحليله عن نوايا بن لادن وخططه لا ينبغي التهوين من أهميته، أو
التشكيك فيه" اضف الي هذا تمتعه بحكمة بالغة في حل الازمات والتعامل مغ
الفرقاء فقد حاز باعجاب العدو قبل الصديق .

فالرجل الأصلع ذو
الشارب النحيف كما تصفه المصادر الصهيونية، مقاتل شرس في السلم كما في
الحرب غير أنه يستخدم قفازات حريرية تجبر أعداءه على الوقوف احتراماً له

مقاطع الفيديو
جَمال مُبارك وعُمرسُليمان و تَوريثُ الحُكم في مصر !



السؤال الذي احرج جمال مبارك

No comments: