عودة "الانفجار العظيم".. التفسير الإلحادي لنشأة الكون

"الانفجار العظيم".. تجربة أطلق عليها أصحابها بأنها "فريدة" لإثبات حقيقة خلق الكون أو نشأة الكون.. وهي تجربة "إلحادية" ولدت من رحم فاسد، تخفى وراءها الكثير من علامات الاستفهام، لأن نظرية خلق الكون معروفة وموجودة بالقرآن الكريم والكتب السماوية منذ آلاف السنين.

وبدأ تشغيل تجربة ما يعرف باصطدام الهادرون الضخم لمحاكاة "الانفجار الأعظم" الذي يعتقد أنه مصدر لنشأة الكون، وذلك بعد توقف للتجربة طيلة 14 شهراً.

وتمكن المهندسون القائمون على الآلة الضخمة من إنتاج دوامة من البروتون بعد الساعة التاسعة مساءً بتوقيت جرينيتش، وتتمثل المنشأة التي تجري فيها تجربة المحاكاة في نفق دائرة بطول 27 كيلومتراً على عمق يناهز 100 متر تحت سطح الأرض عند الحدود الفرنسية-السويسرية.

وتقوم التجربة على محاولة صدم أشعة من البروتونات بعضها ببعض في مسعى لإلقاء بعض الضوء على طبيعة الكون ونشأته، وكانت التجربة قد توقفت لإجراء إصلاحات هيكلية منذ وقوع حادث اعتراها في سبتمبر 2008.

وتقوم الهيئة الأوروبية للبحوث النووية على تشغيل آلية التجربة، والتي تهدف لتخليق ظروف مشابهة للتي يعتقد أنها كانت متوافرة وقت وقع الانفجار الأعظم الذي تعزى إليه نشأة الكون.

وتدور داخل المنشأة دفقات يتكون كل منها من مليارات البروتونات يتم الدفع بها بشكل متحكم فيه، ويتم الاستعانة بدعم كهربي خاص لـ"تجميع" البروتونات الموجودة داخل الذرات في شكل مدفقات تسير في شعاع دائر ومستقر.

وتتصادم دفقات البروتون بعضها ببعض عند نقاط محددة داخل النفق بدفع هائل، بينما يراقع العلماء ما ينتج عن ذاك التصادم ويخلصون إلى نتائج جديدة تتعلق بالمعرفة الطبيعة "الفيزياء".

وكانت المنشأة قد أوقفت في سبتمبر 2008 بعد تسعة أيام من تشغيلها بسبب عطل كهربي أسفر عن تسرب للهيليوم المسال المستخدم في تبريد العملية التجريبية وصولا لحرارة -271 تحت الصفر مئوية.

وقد أنفقت الهيئة الأوروبية للبحوث النووية زهاء 40 مليون فرانك سويسري "24 مليون جنيه إسترليني" على الإصلاحات لإعادة الآلية للعمل.

الانفجار العظيم




أكد علماء الفيزياء أن تجربتهم الحالية من المحتمل أن تثبت نظرية "الانفجار العظيم"، التي تتحدث عن كيفية نشأة الكون والثواني الأولى التي أعقبت الانفجار، بما في ذلك احتمال وجود بُعد إضافي غير الأبعاد المعروفة.

ويعمل المختبر بواسطة أربع غرف تعمل على اكتشاف أسرار الطبيعة والانفجار العظيم، وهو الانفجار الهائل الذي وقع قبل 12 مليار أو 15 مليار سنة.

وسيعيد المختبر إنتاج نفس ظروف الانفجار العظيم، حيث يقول أحد العاملين في المشروع، إنّه سيعيد إنتاج نفس ظروف جزء من المليون من الثانية التي أعقبت الحدث "الانفجار العظيم"، حيث تكوّنت "شوربة" من الجزئيات الصغيرة جدا، والتي تدعى "كواركس" و"جلونس"، بحيث من الممكن فهم كيف تشكّل الكون.

ويشير عاملون في المشروع وعلماء آخرون إلى احتمال أن تسفر تلك التجربة النادرة عن مفاجآت من شأنها أن تكون معاكسة تماما لكلّ النظريات التي قام عليها العلم حتى الآن.

الانفجار حدث قبل 15 مليار عام




زعم علماء الفيزياء أن الانفجار الكبير الذي يقومون بتمثيله الآن حدث قبل حوالي 15 مليار سنة حين انفجر جسم ساخن كثيف بدرجة لا يمكن تخيلها في حجم عملة صغيرة وسط ما كان حينئذ مادة جوفاء طاردة سرعان ما تمددت، مما أدى إلى تشكل النجوم والكواكب وفي نهاية الأمر ظهور الحياة على الأرض.

ويقول مسئولو المنظمة الأوروبية إنه لايوجد ضمان لتحقق النجاح على الفور أوحتى في الأيام الأولى، لكن العلماء سيحاولون بعد هذه الخطوة توجيه شعاع في الاتجاه الأخر.

وفي وقت لاحق ربما قرب نهاية العام سيمضون قدما لأحداث تصادمات صغيرة تعيد توليد حرارة وطاقة الانفجار الكبير، وهو مفهوم لاصل الكون يسيطر حاليا على التفكير العلمي "بحسب مزاعمهم".

ويأمل أصحاب هذه التجربة أن يجدوا في هذه الظروف جسيمات "هيجز" -التي تحمل اسم العالم الاسكتلندي بيتر هيجز- الذي طرح فكرة هذه الجسيمات لاول مرة عام 1964 لتفسير سر كيفية اكتساب المادة للكتلة.

وبحسب مزاعمهم، فبدون هذه الكتلة لم يكن ليتسنى للنجوم والكواكب في الكون على الإطلاق التشكل على مدى الازمنة بعد الانفجار الكبير، ولم يكن من الممكن مطلقا أن تبدأ الحياة على الارض ولا في عوالم اخرى اذا كانت موجودة كما يعتقد كثير من علماء الكون.

تفسير إلحادي




تعد تجربة "الانفجار العظيم" محاولة يائسة لاثبات قصة الخلق من منظور إلحادي، حيث يسير هؤلاء العلماء خلف أوهام مفادها أن الكون من صنع الطبيعة، وأن بدايته جاءت بسبب ما أسموه بالانفجار العظيم.

ومن المعروف أن قصة الخلق يثار حولها الجدل في الغرب بين أتباع الأديان وبين الملحدين، فالله هو الخالق وليس الطبيعة، وقصة الخلق معروفة ووردت تفاصيلها في الكتب السماوية لكن أتباع النظرية الدارونية "اتباع داروين الذي يرى أن الإنسان أصله قرد" الذين لا يؤمنون بالله يريدون أن يصبغوا إلحادهم بمسحة علمية، ويقومون بين كل فترة وأخري بالتستر بالعلم لاثبات مزاعمهم ..لكنهم في كل مرة يفشلون.

ولم تسلم هذه التجربة من الانتقادات العقائدية باعتبارها تجربة تتطرق إلى قصة الخلق وكيفية نشوء الكون، وسعى العلماء إلى تطويع العلم لإثبات أن الكون نشأ عن طريق انفجار كبير صنعته الطبيعة وليس من صنع الله عز وجل، وهو ما يتعارض مع ما جاءت به الأديان السماوية.

وبعيداً عن كون التجربة تمس العقائد السماوية، نشرت العديد من المواقع على الإنترنت تقارير تفيد بأن المعجل التصادمي الجسيمي الذي سيستخدم في التجربة سيؤدي إلى حدوث ثقوب سوداء قد تبتلع الكوكب.

وردت المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية وعلماء بارزون أخرون بالقول إن هذا "محض هراء"، حيث أكدت المنظمة أن "المعجل التصادمي الجسيمي" آمن وأي أشارة إلى أنه قد يمثل خطراً هي محض خيال.

وقد تبنى هذه النظرية بعض المعارضين الأمريكيين لهذه التجربة ومنهم الدكتور كريستيان دي كينسي، الذي اعتبر أن تجربة "الانفجار العظيم" التي يحاول العلماء تمثيلها الآن هي في الأساس "خرافة" لا تستند إلى دليل علمي.

والدكتور كريستيان الذي يعمل أستاذاً للفلسفة في جامعة جون اف كينيدي بكاليفورنيا اتخذ موقفاً رافضاً تماماً لتلك التجربة، حيث يؤكد في إحدى مقالاته التي تحمل عنوان "الانفجار الكبير.. خرافة مستحدثة"، أن تجربة "الانفجار العظيم" أجريت في الأساس للطعن في العقائد الدينية لمسألة قصة الخلق وبدايات الكون، ومحاول إثبات النظرية الداروينية "اتباع داروين الذي يرى أن الإنسان أصله قرد" وتطبيقها على نشأت الكون واعتباره أنه خلق عن طريق الطبيعة.

وانتقد كريستيان في مقالته النهاية الغير محسوبة لتجربة "الانفجار الكبير"، إذ أعتبر أن محاولات إثبات أن الكون نشأ من لا شيء، عبر مادة صغيرة جداً يحاول أن يتوصل إليها العلماء من خلال تجاربهم حالياً هو أمر يخالف العقائد السماوية والأساطير، لأن الأديان تؤكد أن هناك إله خالق لهذا الكون، وليست الطبيعة كما يدعى البعض.

وقد قوبلت هذه المقالة بالرفض التام من قبل الأوساط العلمية باعتبارها هجوم صريح على العلم الحديث، ووصفت بأنها تعتمد على مجموعة من النظريات الفلسفية المرسلة التي تفتقد إلى الأساس العلمي الصحيح، وقد برر المهاجمون لتلك المقالة بأن هذا الانفجار يستند إلى أدلة علمية ونظريات مدروسة

No comments: